أشار العلامة السيد علي فضل الله، الى أن "التدهور في البلد يستمر على صعيد العملة الوطنية أمام الدولار الأميركي بعدما تجاوز المئة ألف ليرة، والمرشح دائماً للازدياد لعدم وجود أية حلول جذرية تساهم في إعادة الاعتبار لليرة اللبنانية، وبعدما توقفت المعالجات الآنية التي كان يقوم بها المصرف المركزي والذي كان يجمد هذا الانهيار لفترة زمنية، لكن لا يحلها لتبقى بعدها العملة الوطنية رهينة لعبة الصرافين الكبار وجشعهم ومن يقف ورائهم، وتخضع للواقع السياسي والاقتصادي المأزوم داخلياً وخارجياً، ما يهدد قدرة اللبنانيين على تأمين أبسط مقومات حياتهم، وأدى إلى عدم قدرة المؤسسات العامة والمدارس الرسمية والجامعات على أداء دورها، ويخشى أن يصل ذلك إلى المؤسسات الخاصة للأعباء الثقيلة التي باتت تنوء بها".
وأكد، خلال خطبة الجمعة، أن "بداية الطريق للوصول إلى الحلول، هو بانتخاب رئيس للجمهورية، وتأليف حكومة قادرة على النهوض بالبلد، والتعاون مع المجلس النيابي لإجراء الإصلاحات الضرورية لاستعادة ثقة اللبنانيين ببلدهم وثقة العالم به، حيث يستمر الكباش على هذا الصعيد من دون أن يبدي أي فريق رغبة بالتنازل لحساب الوطن وإنسانه، ما يبقي هذا الاستحقاق رهينة الوقت غير المحدد وبانتظار تبدلات لدى هذا الفريق أو ذاك، أو تغييرات في موازين القوى أو توافقات خارجية لا يبدو في الأفق أنها ستحصل ويمكن البناء عليها".
في سياق منفصل، شدد فضل الله، على أننا مع "الإجراء القضائي الذي جرى ويجري بحق حاكم المصرف المركزي، رياض سلامة، ومع أي إجراء جدي يساهم في كشف حقيقة ما كان يجري في أروقة هذا المصرف كونها المسؤولة عن الواقع الذي وصل إليه البلد. إننا نأمل أن يكون هذا الإجراء يشكل بداية الطريق للإصلاح، فالبلد عانى ويعاني من عدم المحاسبة والحماية التي كانت تتأمن لمن عبثوا به وبمقدراته للتغطية التي كانت تتأمن لهم".
ولفت في ما يخص فلسطين المحتلة، الى "العملية الجريئة التي حصلت في أحد مواقع العدو الصهيوني والتي أقضت مضاجعه وجعلته حائراً، والتي ادعى أن منفذها قد تسلل من لبنان رغم أنه لم يقدم بعد دليلاً على إدعائه، إننا نخشى أن يكون ما يجري هو مقدمة لمغامرة قد يقوم بها العدو في هذا البلد والتي يهدف منها إلى تخريب أي توافق، كالذي جرى أخيراً بين الجمهورية الإسلامية في إيران والسعودية أو للهروب من أزمته الداخلية، ما يستدعي مزيداً من الوعي والاستعداد والتماسك لمواجهة أي مغامرة قد يقدم عليها العدو، وإن كنا لا نزال على ثقة أنه لا يزال يخشى من أي مغامرة يقدم عليها بعد التجارب المرة التي تعرض لها في لبنان ولا تزال حاضرة لديه وتؤرق جنوده".
وأشار الى أهمية "التوافق الذي حصل بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والسعودية، وهو ما كنا ندعو إليه دائماً لما يؤدي إليه هذا التوافق من تعزيز اللحمة التي ينبغي أن تكون بين العرب والمسلمين لمواجهة التحديات التي يتعرضون إليها، وتساهم في التخفيف من التوترات التي طالما عصفت بهم ومنعتهم من من تطوير قدراتهم وإمكاناتهم".